كيف تكون مميزا في عملك

ظهر في السنوات الماضية قطاعات كاملة لا تعمل بمجال الأعمال نفسها ، بل بمن يديرون هذه الاعمال و يعملون بها ، وتهتم بآليات عملهم بدءاً من الأعمال التطوعية الصغيرة و حتى الأعمال الكبيرة على مستوى الشركات و المنظمات ، و تسمى هذه الشركات التي يرنو هدفها لتطوير القدرات البشرية بمنظمات أو شركات الموارد البشرية .

تعمل تلك الشركات على إعداد العاملين للتعامل مع ظروف عملهم بطرق مهنية و خلاقة ، و يتم التركيز بهذه المنظمات على تنمية الذات داخل العمل و إزالة المسافة بين العمل و واجب القيام به و الذات و متطلباتها ، بحيث لا يشعر القائم بالعمل بأنه غريب أثناء أداءه لعمله ، و بالتالي يمكنه التفوق به و العطاء بشكل جيد .

و لكن على الرغم من هذا فإن بعض الأمور لا تحتاج لتدريب و مرشدين لكي يكون الموظف قادر على الإنسجام بعمله و بيئة عمله بشكل جيد ، فهذه مهارات إجتماعية مكتسبة يحصل الإنسان عليها أثناء تجربته الحياتية ، ويمكن له تنميتها و تطويرها حسب الحاجة . و لكن في البدء عليه أن يكون مرناً ومتفاعلاً مع ما يستجد عليه من ظروف و حالات . و يبدأ بهذا الأمر بأن يكون متقبلاً لما يحصل حوله دون التعاطي معه بشكل شخصي ، فيجعل علاقته بالبيئة التي يعمل بها علاقة مهنية تعتمد على حسن السلوك ، و العمل على تحقيق الهدف المشترك بعيداً عن الإنفراد بالعمل و الإنغلاق عما حوله .

و من المناسب للفرد أن يصنع علاقة جيده مع زملائه بالعمل دون التدخل في الحياة الشخصية قدر الإمكان ، فيحافظ على وضعه صديقاً للجميع دون التورط بأي خلافات فيما بينهم إلا إذا رأى أن هناك مسألة أخلاقية تستدعي التدخل ، كمنع الظلم عن أحد مثلاً ، و بعمله الخاص يجب أن يراعي أن يقوم به بشكل جيد بوجود أو عدم و جود رقيب لأن ذلك سينعكس على تقدمه هو مهنياً ، و سينعكس على شخصيته حينما يرقى بإنسانيته لأن يكون ليس بحاجة رقيب و هو بنفسه بذاته شخص جيد ، مما سيعطيه دافعاً للتقدم و احترام الذات بغض النظر عن النتائج ، فيكون راضياً ومستعداً للعطاء دائماً .

و من المطلوب أن تقوم بمساعدة غيرك في عملهم عند الحاجة وإن كنت قد أنهيت ما يتوجب عليه فعله وكان غيرك في أزمة ، و هذا سيجعلك محبوباً ونشيطاً و متفاعلاً ، وبعد كل هذا يجب عليك أن لا تتنازل عن حقوقك في العمل لأجل أي شيء ، وتكون ذو موقف و على علم بقيمتك في العمل الذي تؤديه وعلى علم بأنك من مرتكزاته و لست أقل من المدراء أو ذوي الترتيب الوظيفي الأعلى ، فتكون بالتعامل معهم ضمن حدود اللياقة دون التخلي عن حقوقك أو التقليل من ذاتك .